*الحرب الكيميائية
هي الحرب التي يتم فيها استخدام الخواص السامّة للمركبات الكيميائية كسلاح
وهي بذلك تختلف عن الحرب النوويّة التي يتم استخدام الأسلحة النوويّة فيها
وعن الحرب البيولوجية والتي يتم استغلال البكتيريا والفيروسات وحتّى الطحالب كأسلحه مميتة فيها!
تُشكل هذه الأسلحة الثلاثة ما يُعرف باسم أسلحة الدمار الشامل،
ولعلّ أكثرها استخداماً هي الأسلحة الكيميائية لهذا السبب سنتحدث عنها اليوم.
الأسلحة الكيميائية تُعد من أكثر الأسلحة فتكاً بالكائنات الحيّة،
ويعود استخدام هذا النوع من الأسلحة إلى ما قبل الميلاد حينما كانت الجيوش تقوم بتسميم الرماح والأسهم.
الأسلحة الكيميائية مصنّفة في مجموعتين رئيسيتين
الأولى هي الأسلحة القاتلة
والثانية هي الأسلحة التعجيزية
أمّا المجموعة الأولى فنجد فيها الأسلحة التي تسبب الوفاة وهي مقسمّة لمجموعات أيضاً حسب منطقة تأثيرها
ونوعها فمنها التي تؤثر على الدم “سيانيد الهيدروجين” ومنها ما يؤثر على الجلد ”الكبريت والنتروجين” ومنها
ما يصيب الأعصاب ”غاز السارين” ومنها ما يستهدف الرئة ”غاز الكلورين” كل الأنواع السابقة برغم اختلافها
إلا أنها تتفق على هدف واحد وهو قتل البشر.
أما في المجموعة الثانية نجد الغازات والمركبات الكيميائية التي تعمل على شلّ حركة الجسم
أو تعجيزه مثل الغاز المُنوم أو الغازات الحارقة أو الغازات المسيّلة للدموع وأنواع أخرى.
سأتحدث عن 5 أنواع فقط من من أصل 40 نوعاً،
ويمكن أن يكون هناك أكثر من 40 أيضاً،
وتتميّز الخمسُ أنواع هذه بأنها من المجموعة الأولى
أي أنها مُميتة وأنها سبق وتم استخدامها من قبل:
1-غاز السارين – Sarin
غاز السارين – Sarin عبارة عن غاز صنعه البشر ليس له رائحة أو طعم أو لون،
يتم تصنيعه في صورة سائلة إلا أنه بمجرد إطلاقة في الهواء يتحوّل للحالة الغازية
ويُعرف باسم GB أيضاً، تم تطويره في ألمانيا عام 1938 كمبيد حشري.
يُصنف غاز السارين كغاز أعصاب وهو قاتل مهما كانت نسبة تركيزه قليلة
ويسبب الوفاة خلال دقيقة إلى عشر دقائق بعد استنشاقه بسبب الإختناق،
حيث يعمل الغاز على شلّ عضلات الرئتين وعمل فشل في الجهاز التنفسيّ
ما لم يحقن المصاب بمُضاد السُم خلال الدقائق الأولى،
في حالة التعرض لجرعة قليلة جداً وعدم أخذ المضاد قد يسبب ضرراً دائماً للجهاز العصبي.
تم تصنيف هذا الغاز كأحد أسلحة الدمار الشامل من قبل الأُمم المتحدة
كما تمّ حظره من قبل منظمة CWC (منظمة حظر الأسلحة الكيميائية) في عام 1993.
لن أذكر الحروب التي اُستخدم فيها هذا الغاز ولكن سأذكر فقط الدول التي استخدمته: ألمانيا،
حلف الناتو،الولايات المتحدة الأمريكية،اتحاد الجمهوريات الإشتراكية السوفيتية،العراق وأخيراً سوريا.
2-الرايسين – Ricin
يٌستخرج الرايسين – Ricin من نبات زيت الخروّع، زيت الخروّع في حد ذاته
يستخدم في صنع الدواء والغذاء وبعض الصناعات الأخرى ولكن مركب الرايسين القاتل
يُستخرج من نفس النبتة أيضاً. بِضع حُبيبات بحجم حبيبات الرمل من هذا المركب يمكنها
ان تقتل إنسان عن طريق منع تكوين البروتين في الخلايا ما يعني أنه
قد يستغرق من ثلاث إلى خمس أيام حتّى يسبب الوفاة. بعض الدول التي إستخدمت
أو حاولت إستخدام هذا المركب هي الولايات المتحدة وكندا والإتحاد السوفيتي خلال الحرب العالمية
الأولى والثانية. تم حظر هذا المركب دولياً عام 1972 وعام 1997 ولكن مازال إنتاجه مستمراً حتّى الأن.
3-غاز الكبريت – sulfur mustard
غاز الكبريت أو الخردل من الغازات التي تتميّز برائحة مثل الثوم أو الخردل
وهذا سبب التسمية وله لون أصفر خفيف، وهو أيضاً من الغازات السامّة عند استنشاقه
أو ابتلاعه أو ملامسته للجلد أو العينين. تم تطوير هذا الغاز عام 1916 لصالح الجيش الألماني
ويسبب حروق بالغة للجلد والعينين والرئتين ويتميّز أنه يبقى فترة طويلة في مكان إطلاقة كما أنه
يلتصق بالملابس والمعدات لعدة أيام ويصيب كل من يلامسها.
الدول التي استخدمت هذا الغاز هي: ألمانيا،بريطانيا،أسبانيا،فرنسا،إيطاليا،
الاتحاد السوفيتي،اليابان،مصر،العراق والسودان.
4-العميل 15 – Agent 15
العميل 15 هو اسم شائع لمركب 3-quinuclidinyl benzilate
ومن الأسماء الشائعه الأخرى BZ أو Buzz
وهو من غازات الأعصاب القوّية جداً التي ليس لها أثر،
كِمية صغيرة من هذا الغاز ستسبب عجزاً كاملاً عند استنشاقه أو ملامسته للجلد أو ابتلاعه
حيث تبدأ الأعراض بعد ساعة من دخوله الجسم بارتباك ثم رجفة ثم ذهول ثم هلوسة يليها غيبوبة.
غاز الكلور – Chlorine
غاز الكلور من الغازات التي يعود استخدامها إلى 100 عام
حيث استخدمته ألمانيا في الحرب العالمية الأولى
وهناك ادعاءات أنه تم إستخدامه في الحرب في العراق وسوريا،
وهو من الغازات التي قلّ استخدامها لكثرة الغازات الأخرى وتوفرها
ولكنه أيضاً من أسهل الأنواع من حيث إمكانية الحصول عليه
خاصة أن له استخدامات أخرى كثيرة مثل تحلية المياه.
يسبب الغاز عند استنشاقه الاختناق ثم الموت.